التدخين السلبي في المملكة - 16 يونيو 2010

صحيفة عكاظ

التدخين السلبي في المملكة - 16 يونيو 2010

2021-11-10    575

لم يكن التدخين معروفا في العالم قديما، إلا بعد أن اكتشف البحار كروستوف كولمبوس في الثالث من أغسطس عام 1429 من الميلاد ما أطلق عليه في ذلك الوقت العالم الجديد (أمريكا)، معتقدا ــ في البداية ــ أنه دخل بعض الجزر الآسيوية القريبة من الهند ولهذا السبب أطلق عليها جزر الهند الغربية. بعد ذلك نقل المستعمرون هذه العادة إلى إنجلترا ومنها إلى بقية أوروبا ثم إلى جميع أنحاء العالم، وكان ذلك في القرن السادس عشر من الميلاد. وطبقا لآخر إحصائية، فإن عدد المدخنين في العالم حاليا يزيد على 1.3 مليار شخص، ومن المتوقع أن يصل عددهم إلى 1.7 مليار شخص في نهاية عام 2030 من الميلاد. ومما يثير الاستغراب أنه في الوقت الذي يتناقص فيه عدد الأشخاص المدخنين في الدول المتقدمة، وهي الأكثر إنتاحا للتبغ في العالم.. نجد في المقابل ارتفاعا سريعا في عدد المدخنين في الدول النامية، حيث تقدر نسبة المدخنين في هذه الدول بقرابة 80 في المائة من عدد المدخنين في العالم كله.
وتحتل المملكة المرتبة الرابعة على مستوى العالم بالنسبة لعدد السكان إلى المدخنين، حيث يبلغ عدد المدخنين في المملكة ستة ملايين مدخن من الجنسين، أي ما يقارب ثلث عدد السكان، و45 في المائة منهم من الذكور الذين تزيد أعمارهم على 18 سنة. ومن البيانات المتوفرة، «يموت سنويا بسبب التدخين في المملكة حوالي 23 ألف شخص فيما تبلغ الخسائر المادية بسبب هذه الآفه 33 مليون ريال سعودي يوميا، أي ما يعادل 12 مليار ريال سنويا»، وهذه تمثل بالتقريب ما نسبتة 2 في المائة من الميزانية العامة للدولة في عام 1431 هـ من الهجرة النبوية الشريفة.

ومعروف أن التدخين يعتبر أحد الأسباب الرئيسة لكثير من الأمراض، كأمراض القلب والرئة والسرطان والفم والحنجرة ــ حمانا الله. والأخطر من ذلك ما يسببه التدخين لغير المدخنين والذي يسمي بالتدخين السالب أو غير المباشر. فقد ثبت علميا أن التدخين السلبي له آثار خطرة على الصحة بسبب استنشاق التبغ الذي يدخنه المدخن، خاصة في الأماكن المغلقة، والذي بدوره يؤدي إلى الإصابة بكثير من الأمراض. وقد وجد أيضا أن هذا النوع من التدخين هو أحد أسباب العقم عند الرجال. لذا من الواجب مكافحة هذم العادة السيئة، وتعبئة كافة المؤسسات الحكومية والأهلية لمواجهتها، وفي مقدمتها بالطبع المدارس والجامعات ومؤسسات المجتمع المدني، ولا ننسى أيضا دور المساجد والأندية الصيفية ووسائل الإعلام وغيرها؛ من أجل التوعية بخطورة هذه الظاهرة وتداعياتها على حياة الإنسان وتفعيل برامج مدن بلا تدخين على غرار مشروع مكة بلا تدخين، وكذلك دعم جمعيات مكافحة التدخين وتفعيل دورها في المجتمع والتعريف بالأضرار المادية والصحية التي يسببها هذا الوباء على الفرد والمجتمع. ونحن في جامعة أم القرى سوف نستمر في مكافحة هذه الظاهرة من خلال برامج وحملات مستمرة على مدار العام ، بدأت باكورتها الشهر الماضي من خلال تنظيم مسابقة ثقافية تعد الأولى من نوعها، تهدف إلى القضاء على التدخين داخل الحرم الجامعي، وذلك تحت شعار «أم القرى بلا تدخين».. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
* مدير جامعة أم القرى المكلف


مشاركة :